أدى الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا القسم
الدستوري ليصبح دونالد ترامب رجل الاعمال الناجح والسياسي المثير للجدل ، القائد
الرسمي لأقوى امبراطورية عرفها التاريخ، ترامب تناول الكلمة وكل العالم يتشوق
لسماعه يغير خطابه الانتخابي الصادم مثلما يفعل معظم السياسيين لكن ترامب فاجئ
الجميع عندما واصل في نفس نهجه السابق بأفكاره الشعوبية وبشيء من الوطنية
الاقتصادية وبكثير من ما وصف بالتبجح اتجاه من سبقه من رأساء أمريكا الحاضرين معه
في حفل التنصيب أو الغائبين، ترامب لم يحترم أي تقليد سياسي أمريكي وراح ينتقد
النظام القائم في بلاده ينتقد واشنطن وسياسيها ويرفع خطابا غريبا يبدو وكأنه خطاب
يشابه خطاب بعض الرؤساء الافارقة الذين يأتون الى السلطة رافعين شعارات
الديمقراطية والتغيير بعد الثورة على نظام قمعي ليكرروا بعد ذلك بناء نظام قمعي
جديد.
ترامب قال إن تنصيبه هو نقل للسلطة من
سياسيي واشنطن الى الشعب ـ وهو الذي لم يفز بأغلبية أصوات الشعب بل بأصوات أغلبية
الناخبين الكبارـ حتى أن استطلاعات الراي في الصحافة الامريكية ـ غير الموثوقة
طبعاـ تفيد أن شعبيته في تراجع كبير، الرئيس الأمريكي الجديد واصل الحديث عن توقيف
الدعم العسكري لدول لم يحددها وقال إنه سيعمل في مقابل ذلك على تسليح الجيش الأمريكي
، يبدو كلامه هذا غريبا شيئا ما عندما نتذكر أن ميزانية الجيش الأمريكي هي الأكبر في
العالم وتتعدى أو تناهز الـ600 مليار دولار كل عام ، وعندما نعرف أن اغلب
المساعدات الامريكية العسكرية المقدمة لا تقدم أبدا بدون مقابل، بل عادة ما تدفع
الشعوب غاليا ثمن قواعد عسكرية تدعي أمريكا أنها تبنيها على أراضيها لحمايتها، وفي
مقابل هذا تبقى إسرائيل الوحيدة التي تعطيها أمريكا بدون مقابل أو حساب، فهل يستطيع
ترامب أو أي رئيس أمريكي أخر أن يفكر مجرد التفكير في قطع المساعدات عن إسرائيل بالطبع
مستحيل.
ترامب نصب اليوم أمام صحفيين أمريكيين وأجانب
منعوا من تأدية مهامهم كما اشتكى مراسلو العديد من وسائل الاعلام الدولية، وعلى
بعد أمتار قليلة من مظاهرات عارمة ومتعددة ضده تطالب بإعادة الانتخابات الرئاسية بعضها
تحول الى اعمال عنف كسرت وجهات المحلات ودفعت الشرطة الى رش المتظاهرين بغاز
الفلفل الحار.
جبهة معارضي ترامب التي تأسست بداية كمعارضة
لترشحه أصلا ما فتئت تتوسع فبين دعوات كاتي بيري المغنية وسكارلت جوهنسن الممثلة للتظاهر
ضد ترامب ارتفع صوت مجموعة قراصنة الانترنت أنونيموس متوعدة ترامب بـ 4 سنوات من الندم،
وانخفض صوت الأوروبيين المرتعبين من مستقبلهم في عصر حكم ترامب المتهور للعالم،
وخلف هذا المشهد يقف ربما الرئيس الروسي فلديمير بوتن مفردا ابتسامته الهادئة
منتشيا بانتصار مخططاته الداعمة لانتخاب ترامب لعدوته أمريكا.
أم العرب فيبقون على هامش مسرح الأحداث
العالمية ينتظرون ما سوف يقرره هذا وذاك يتحينون فرصة تأدية فرائض الطاعة لترامب
حتى يرضى عنهم. ويستعدون لمواجهة مصيرهم المحتوم إن قرر ترامب أن يواصل تصنيفهم
ضمن خانة الإرهاب والدول المارقة، التي لا تصلح الا الى دفع الدولارات لأمريكا كما
كرر ترامب عدة مرات.
المهم
من كل هذا أن عالم الغد في ضل حكم دونالد ترامب لأكبر قوة على وجه الأرض لن يكون
مثل عالم الامس، ترامب سيغير النظام العالمي بشكل غير مسبوق في أحسن الاحول، وقد
يدمر أمريكا ويدخل العام في حرب نووية في أسوء السيناريوهات المتوقعة.
ش.ع
شارك أصدقائك النقاش حول الموضع بمشاركة المقال عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الاسفل.
شارك أصدقائك النقاش حول الموضع بمشاركة المقال عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الاسفل.
تعليقات
إرسال تعليق